صورة من داخل معبد ابو سمبل في اسوان
يبلغ ارتفاع هذه الواجهة حوالي 12 متر وعرضها 28 متر
,تنقسم الي برجين كان كل منهما يتضمن مجموعة من ثلاثة تماثيل , اثنان منهما
للملك رمسيس الثاني والثالث لزوجته نفرتاري. واجمل تماثيل نفرتاري هو
الثاني في المجموعة اليمني ويظهر الملكة وهي ترتدي فستان طويل شفاف وتمسك
في يديها أداة الصلصلة وعلي رأسها التاج الحتحوري المميز الذي يتكون من
الريشتين وبينهما قرص الشمس. وارتفاع كل تمثال من هذه التماثيل حوالي عشرة
أمتار.والتماثيل الستة تبدو وكأنها تخرج من تجاويف طولية وقد سجل الملك
النص الإهدائي لزوجته نفرتاري بين التجويفين الثاني والثالث من اليسار حيث
سجل هذه العبارات: "هذا الأثر العظيم (لخاطر) الزوجة الملكية العظمي
نفرتاري ,والتيمناجلهاتشرق الشمس". بين سيقان التماثيل الستة وحولها نحتت
تماثيل صغيرة لأولاد نفرتاري ورمسيس وهم : أمون-حرخبشف الابن البكر لرمسيس
والذي كان يحمل اسما أخرا قبل أن يصبح وليا للعهد وهو "أمون-حرونمف", ثم
يليه الابن الثاني رع-حرونمف والذي مات قبل العام 30 من عهد والده ,
والأميرة حنوت-تاوي وأخيها مري-اتوم واللذين ماتا في سن مبكرة ودفنا في
مقبرة ك.ف 5 في وادي الملوك بالأقصر والتي اشتهرت بــــــ "مقبرة أولاد
رمسيس الثاني", ثم يأتي بعدهما مري –رع والذي مات قبل العام 20 من حكم
والده, أما الأميرة الأخيرة فهي أشهرهم وهي مريت-أمون والتي ورثت أمها
وتزوجت آباها.
صالة الأعمدة الحتحورية:
تلي الواجهة صالة مربعة منقسمة إلى ثلاثة محاور بواسطة
ستة أعمدة حتحورية ( أعمدة لها رؤوس على شكل الإلهة "حتحور" ) تيجان هذه
الأعمدة المطلة علي المحور الأوسط يعلوها وجوه آدمية وأذنا بقرة أما
الجوانب الأخرى لهذه الأعمدة تحمل مناظر للآلهة والملك والملكة, وتشمل
الآلهة تحوت و خنوم و ساتت و إيزيس و ماعت و حتحور وموت و خونسو وحورس
بأشكاله المحلية في النوبة (حورس مدينة عنيبة –حورس قلعة كوبان – حورس قلعة
بوهن). وتوضح سيطرة الملك علي المعبد مناظر جدران هذه الصالة , فعلي
الحائط الجنوبي يقف الملك ويتسلم عقد المنات من الإلهة حتحور نفس العقد
التي أعطته الإلهة إلى ابنها "ايحي" والذي حقق له السعادة فيتمني الملك أن
يناله نفس النصيب من السعادة. ويلي ذلك الملك رمسيس يقف بين الإلهين حورس
وست الذين يقومان بتثبيت التاج علي راس الملك. وتظهر الملكة لاول مرة علي
الجدار وهي تقدم الأزهار و الشخشيخة إلى الإلهة عنقت ربة الشلال الأول,
والشخشيخة أو أداة الصلصلة كانت رمزا من رموز الإلهة حتحور وكانت عبارة عن
صندوق خشبي ذو مقبض علي هيئة راس الإلهة حتحور وقد استخدمت في المراسيم
الدينية , ودائما ما كانت كاهنة الإلهة حتحور تحملها وتقوم بهزها لطرد
الأرواح الشريرة والتي تهرب من الأصوات الصادرة منها. في نهاية الحائط
الجنوبي يقدم الملك رمسيس تمثال صغير للإلهة ماعت إلى الإله أمون-رع وهذه
الطقسة تعني أن الملك تماشي بحكمه علي درب الصدق والحق وهذا الإعلان موجها
لاله الدولة الرئيسي أمون-رع. علي الحائط الشمالي المواجه يقدم رمسيس
الثاني قرابين إلى اله الحرفيين والصناع بتاح ثم يقف أمام الإله حريشف
والذي يتوج رأسه راس كبش وكان هذا الإله يعبد في اهناسيا ببني سويف, يلي
ذلك الملك واقفا أمام الإلهة حتحور وفي نهاية الحائط يقدم إنائي خمر إلى
الإله رع-حور-اختي رب الشمس ومدينة عين شمس. أما الحائط الشرقي فيضم منظرا
مزدوجا علي جانبي المدخل ولكن باختلافات طفيفة طبقا لطبوغرافية المكان,
فعلي النصف الشمالي من الحائط الشرقي يمسك الملك برؤوس اسري آسيويين وبيده
الأخرى مقمعة يهوي بها علي رؤوس الأسرى ويقف أمامه الإله حورس رب محا " جزء
من مدينة أبو سمبل", وخلفه تقف الملكة نفرتاري التي تشد من أذره. وفي
النصف الجنوبي استبدل الأسرى الآسيويين بنوبيين وتغير حورس رب محا بالإله
أمون-رع. علي كل حال تمتلك الملكة نفرتاري الحائط الغربي بأكمله فعلي النصف
الشمالي تقدم الملكة الزهور والشخشيخة إلى الإلهة حتحور سيدة ابشك "أبو
سمبل". وتقدم علي النصف الجنوبي زهورا إلى الإلهة موت ربة الأقصر.
تسبق هذه الصالة المحراب ولا يزال الملك يتواجد بكثرة
في مناظر هذه الصالة فعلي الجدار الغربي يقدم النبيذ إلى الإله أمون-رع
ورع-حور-اختي وفي أقصى الطرف الجنوبي من نفس الجدار يقدم القرابين إلى
الإله حورس بأشكاله المحلية في منطقة النوبة (مدينة عنيبة –قلعة كوبان –
قلعة بوهن). فوق مدخل الغرفة الملحقة الجنوبية يقدم الملك أزهارا إلى
الإلهة حتحور التي صورت في شكل بقرة علي قارب تتجول به في أحراش الدلتا.
وشارك الملك زوجته الحبيبة في منظر واحد علي النصف الشمالي من الحائط
الشرقي وفيه يقدم مع زوجته نفرتاري الأزهار إلى الإلهة تاورت ربة الولادة
وحامية الأطفال. المعروف أن هذه الإلهة دائما ما تصور علي هيئة جسد امرأة
ورأس تمساح ومؤخرة فرس نهر ولكنها في هذا المنظر صورت بشكل ادمي كامل وتضع
علي رأسها التاج الحتحوري ويعد هذا شكلا مميزا وفريدا. ويخص الملكة نفرتاري
باقي المناظر الموجودة في الصالة المستعرضة, فعلي النصف الجنوبي من الحائط
الشرقي يوجد اشهر مناظرها بهذا المعبد حيث تقف الملكة بين الإلهة إيزيس
علي اليمين و حتحور علي اليسار وتقوم الإلهتان بتتويج الملكة بتاج حتحور
مقلدة الملك. وفوق مدخل الغرفة الملحقة الشمالية تقدم الملكة الأزهار إلى
البقرة حتحور في قاربها بأحراش الدلتا , وعلي أقصى الطرف الشمالي من الحائط
الغربي تقدم الملكة أزهارا إلى ثالوث اليفانتين في أسوان وهم خنوم وساتت
وعنقت.
المحراب "قدس الأقداس":
لان المعبد كرس إلى الإلهة حتحور ربة الحب والجمال في
مصر القديمة فإننا نجدها في الحائط الغربي من المحراب تخرج من الجبل الغربي
و أسفلها يقف الملك منحوتا بحجم صغير. وصور الملك علي اليسار وهو يقدم
أزهارا إلى الإلهة التي يحيط بها من الجانبان عمودين حتحوريين .
تماثيل الملك رمسيس الثاني من معبد ابو سمبل في اسوان
معبد ابو سمبل الكبير
يبدأ المعبد بفناء مفتوح يحيطه من الشمال والجنوب حائط
مشيد من الطوب اللبن , يبدو أن هذا الحائط قد رمم و أعيد تشييد أجزاء منه
في العصر الروماني ويبدو ذلك من خلال قوالب الطوب اللبن الكبيرة الذي كانت
سمة من سمات العصر الروماني . أما الجانب الشرقي لهذا الفناء فلم يكن
معروفا فيما لو أن هناك جدار أم لا .
ويحرس مداخل المعبد الأربعة التماثيل الضخمة الشهيرة
للملك رمسيس الثانى ويصل ارتفاع كل تمثال من هذه التماثيل إلى أكثر من 20
متراً ، ويصاحب كل تمثال تماثيل أصغر - وإن كانت هى الأخرى على صغرها
النسبى مازالت أكبر من الحجم الطبيعى، وهى تماثيل لأم الملك - الملكة
"تويا" - ولزوجته الملكة "نفرتارى" وبعض أولادهما.
وفوق المدخل المؤدى إلى قاعة الأعمدة الكبرى، بين التمثالين فى وسط الواجهة، يوجدرسم على شكل إله الشمس "رع- حاراختى" وله رأس صقر.
يدخل المتعبد الفقير الفناء المفتوح الجزء الوحيد
المسموح لهم من خلال بوابة حجرية مشيدة في الحائط اللبني الشمالي , يصلون
فيه ألهتهم ويتركون قرابينهم للكهنة ويرحلون . في أقصي غرب الفناء يوجد سلم
مكون من تسع درجات يوصل إلي شرفة المعبد وواجهته, يلاقي الزائر علي يمين
ويسار السلم لوحتان وضعهما رمسيس الثاني. ويقد رمسيس في اللوحة الأولى (علي
يمين السلم) زهورا إلى الإله أمون-رع ورع-حور-اختي و تحوت وفي اللوحة
الثانية (علي يسار السلم ) يقدم بخورا إلى أمون-رع و بتاح وإيزيس .
ترميم معبد ابو سمبل في اسوان
إنقاذ معابد "أبوسمبل"
تقرر نقل معابد "أبو سمبل" إلى موقعها الجديد (الحالى)
بعد أن هددتها أخطار الغرق بعد ارتفاع منسوب المياه فى بحيرة ناصر وذلك بعد
بناء السد العالى.
وقام فريق من المهندسين تحت رعاية هيئة اليونسكو بالبدء
فى العمل وكان ذلك عام 1964 فتم إنشاء سد عازل حول المعابد لحمايتها من
منسوب المياه الآخذ فى الارتفاع وبلغ طول السد أربعمائة ياردة وتم ملء جدار
السد بقرابة أربعمائة ألف ياردة مكعبة من الصخور كما تم تركيب المضخات
اللازمة للسيطرة على المياه التى تظهر داخل موقع العمل نتيجة لتسربها- ثم
تم فك أجزاء المعابد وأعيد تركيبها داخل بناء خرسانى وبنفس الشكل السابق
بحيث يصعب اكتشاف عمليات الفك والتركيب.
ويبعد الموقع الجديد حوالى 210 متراً ويرتفع حوالى 65 متراً عن الموقع القديم.
وكانت عمليات إعادة التركيب من الدقة الهندسية والفلكية
حتى أن أشعة الشمس ظلت تخترق أبهاء المعبد لتصل لأقصى مكان داخل المعبد
كما كان الحال منذ آلاف السنين.
No comments:
Post a Comment