Social Icons

twitterfacebookgoogle plusemail

Sunday 7 April 2013

معبد ابو سمبل في اسوان الجزء الاول abu simbel


أبو سمبل (Abu simbul) هو موقع أثري يوجد ببطن الجبل جنوبي أسوان. ويتكون من معبدين كبيرين نحتا في الصخر . وقد بناه الملك رمسيس الثاني عام 1250 ق.م. وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة . تمثل الملك بارتفاع 67 (20 متر) قدما و باب يفضي الي حجرات طولها 180 قدما. توجد ستة تماثيل في مدخل المعبد الآخر أربعة منها لرمسيس الثاني و اثنتين لزوجته نفرتاري

صورة قديمة لمعبد ابو سمبل - معبد رمسيس الثاني - في اسوان


الشرفة :
الشرفة هي الجزء العلوي تحت أقدام تماثيل رمسيس الثاني , وفي الناحية الشرقية يعلوها حاجز طويل عليه عشرة قواعد مستطيلة يعلو كل منها تمثال للملك مرة علي هيئة آدمية ومرة علي هيئة صقر بالتناوب. واسفل هذا الحاجز في الناحية الجنوبية مشهد يمثل الأفارقة يرفعون أيديهم في تعبد أمام مائدة قرابين تجاه المدخل بينما علي الناحية الأخرى (الشمالية ) الآسيويون يقومون بنفس الفعل
مقصورة الشمس :
تقع هذه المقصورة في نهاية الجانب الشمالي للشرفة وقد كرسها رمسيس الثاني إلى الإله رع-حور أختي اله الشمس ورب مدينة عين شمس و أطلق عليها اسم عام وهو "مقصورة الشمس". وكانت المقصورة غارقة في الرمال حتى عام 1910 عندما كشفها عالم المصريات بارازانتي .وجد بارازانتي الجدار الجنوبي للمقصورة والبرج الشرقي محطمان, ولكن عالم المصريات الفرنسي أوجست مارييت جمع الكتل المتساقطة وأعاد تركيبها في مواقعهم الأصلية. المدخل لهذه المقصورة في الجنوب وذلك لان الملك وضع في الاعتبار تشييده من البدء كجزء من الشرفة التي كانت مرتفعة أما الجدار الشرقي يأخذ شكل البرج وليس به مدخل. والمقصورة عبارة عن غرفة صغيرة يتوسطها قاعدة كبيرة يؤدي إليها أربع درجات سلم, يقف فوقها أربعة قرود واقفة كل اثنان يواجهان الآخرين ويلاصق القاعدة من الناحية الشرقية مسلتان صغيرتان, وهناك قاعدة حجرية أخرى يعلوها ناووس في الجانب الشمالي داخل المقصورة. يجد بداخل الناووس جعران وقرد جالس يتوج رأسيهما قرص الشمس. ارتبطت كل عناصر المقصورة بديانة الشمس مثل المسلة والقرد والجعران وقرص الشمس ولذا استحقت المقصورة أن تسمي بــــ "مقصورة الشمس" , والزائر حاليا لن يجد من هذه العناصر سوي القواعد الحجرية فالناووس الحجري في المتحف المصري والباقي في متحف النوبة بأسوان ويمكن للزائر أن يري المسلة والقرود في الحديقة المتحفية بمتحف النوبة .

تمثال للملك رمسيس الثاني من معبد ابو سمبل في اسوان

واجهة المعبد الكبير:
ترتفع هذه الواجهة حوالي 30 متر, وبأتساع 35 متر و بها أربعة تماثيل ضخمة للملك رمسيس الثاني جالسا على عرشه مرتديا التاج المذدوج لمصر العليا والسفلى ، تتوسطها بوابة المعبد حيث تمتد درجات قصيرة تقود الزائر إلى الرواق الواسع المكشوف ، وقد خصص هذا المعبد لعبادة الإله رع حور اختى اله الشمس المشرقة .
ومن المعجزات الفلكية والتي تعبر عن ان المعبد مبني بدقة دخول أشعة الشمس لتشرق على هذه التماثيل مرتين كل عام الأولى 22 فبراير بمناسبة جلوسه على العرش والثانية 22 أكتوبر بمناسبة ذكرى مولده حيث تخترق أشعة الشمس المعبد مروراً بقاعة الأعمدة ، والدهليز حتى تصل إلى الحرم الداخلى لتضئ تماثيل رع ، وامون ، و رمسيس الثانى .
واجهة المعبد تنقسم إلى ثلاثة أقسام , القسم الأول العلوي به 22 قرد والتي ارتبطت بديانة الشمس في الأساطير المصرية القديمة. كل قرد يرفع يديه تعبدا للشمس المشرقة كل صباح. يوجد أسفلها القسم الثاني الذي يضم أسماء وألقاب الملك رمسيس الثاني. ويضم القسم الثالث أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثاني بالحجم الهائل والغير طبيعي حيث يبلغ ارتفاع كل منهم 20 متر. يجلس رمسيس في كل تمثال علي كرسي العرش الموضوع علي قاعدة مرتفعة. وهو يرتدي نقبة قصيرة (تنورة) يغطي المنطقة الوسطي من الجسد, ويضع يديه علي ركبتيه, ويضع علي رأسه غطاء الرأس ولحية ويعلو الجبين حية الكوبرا .
من خلال النصوص المصاحبة للتماثيل نعرف أن لكل تمثال اسم مخصص , و أسمائهم من اليمين إلى اليسار : حبيب اتوم – حبيب أمون – حاكم الأرضيين – شمس الحكام. وتمثال "حاكم الأرضيين انكسر في الزلزال الذي دمر المعبد بعد سبعة سنوات فقط من افتتاحه ايام رمسيس الثاني. يوجد فوق المدخل شكل منحوت للإله رع-حور-اختي اله الشمس والذي صور بجسد ادمي ورأس صقر والذي يعلوه قرص الشمس المنحوت بشكل دائري دقيق, يمسك الإله في يمينه رمز العدالة ماعت وبيساره رمز يطلق عليه علميا اسم "وسر" وهي رمز الحكم , ويمكن ترتيب الرموز بالطريقة التالية : رمز "وسر" + رمز "ماعت" –الإله رع"حور-اختي" مثل هذا الترتيب لقب الملك رمسيس الثاني وهو (وسر-ماعت-رع).
علي جانبي قاعدة تمثالي حبيب أمون و حاكم الأرضيين يوجد تمثيل" اتحاد الأرضيين" , وفيه نجد الإله حابي اله النيل والفيضان يربط جذوع نباتات البردي (الدلتا ) واللوتس (الصعيد) حول علامة هيروغليفية تسمي "سما = اتحاد" وكأنه يقول أن النيل يربط مصر جميعها, ويمكن للزائر أن يلاحظ الخصائص الزكورية والأنثوية التي يظهرها حابي اله النيل كي يشير إلى الخصوبة التي يسببها للتربة المصرية. بين سيقان الملك صور بعض من أعضاء من الأسرة الملكية لرمسيس الثاني , وهم من اليمين لليسار: الزوجة نفرتاري والأميرة مريت-أمون و الام موت-توي والأميرة باكت-موت والأمير رمسيس الابن والأمير أمون-حر-خبشف والأميرة بنت-عنات وأميرة غير معروف اسمها و أخيرا الأميرة نبت-تاوي. علي الساق اليسرى لتمثال حاكم الأرضيين المكسور يوجد نقش ذو قيمة تاريخية ولكنه ليس من عهد رمسيس الثاني ولا مكتوب باللغة المصرية القديمة. يحكي النص المكتوب باللغة الإغريقية عن حملة أرسلها الملك بسماتيك الثاني (الأسرة 26 ) عام 593 ق م علي النوبة. تكونت الحملة العسكرية من جنود مصريين و إغريق وكان لكل فئة قائد يقودهم. قاد الجنود المصريين ضابط يدعي احمس والذي يسميه الإغريق بلكنتهم باسم "أمازيس" أما الجنود الإغريق فكان يقودهم شخص يسمي "بوتاسمتو" ويبدو هو الآخر تحريف إغريقي لاسم مصري وهو "با-دي-سما-تاوي" ويعني (هبة الأرضيين).
والنص ترجمته كالتالي:
(عندما أتي الملك بسماتيك إلى الفانتين كتب هذا النص أولئك الذين كانوا مسافرين مع بسماتيك بن ثيوكليس وقد وصلوا إلى كركيس بقدر ما سمح لهم النهر وكان يقود الأجانب القائد بوتاسمتو والقائد المصري أمازيس. كتبنا هذا النص نحن أرخون بن أمويبيكوس و ويلكوس بن أوداموس.)

من تماثيل معبد ابو سمبل في اسوان


لوحة زواج الملك رمسيس :
توجد هذه اللوحة في الناحية الجنوبية من الشرفة و المقابلة لمقصورة الشمس. تسجل اللوحة قصة زواج الملك رمسيس في العام الرابع والثلاثين من حكمه (1246 ق م ) من الابنة الكبرى للملك الحيثى خاتوسيل الثالث والذي ابرم معه الملك أقدم معاهدة سلام في تاريخ البشرية .
تنقسم اللوحة إلى قسمين العلوي يظهر فيه الملك رمسيس بين الهين ويقف الملك خاتوسيل الثالث مقدما ابنته الكبرى إليه. والابنة غير معروف اسمها التركي ولكن المصريون قد أعطوها اسما مصريا بعد زواجها من الملك وهو "مات-حور نفرو رع" ويعني "مشاهدة حور وبهاء رع".
والقسم السفلي من اللوحة به النص الذي يحكي قصة الزواج وهي لا تختلف كثيرا عن قصص الزواج الأسطوري في القصور الملكية في العصور الحديثة. فالملك التركي يرسل رسالة إلى رمسيس وعده فيها أن يزوجه من كبري بناته بالإضافة إلى هدية كمهر في حفل زواجه, وهذا كان العرف في الشرق الأدنى القديم فالعروس هي التي تقدم المهر وليس الرجل. ولكن المهر والعروس لم يصلا إلى رمسيس فاعتراه الغضب وخشي ألا يفي الملك التركي بعهوده وأرسل رسالة غاضبة إليه ولكن أم العروس هي التي تسلمت الرسالة بسبب وجود الملك خارج البلاد وقت وصول الرسالة. ردت الملكة التركية برسالة أخرى تلوم الملك رمسيس فيها بسبب عدوانيته في الرسالة وأخبرته بان سبب تأخر العروس هو احتراق قصرهم الملكي في العاصمة الحيثية خاتوشاش (بوغاز كوي حاليا). ولكن يبدو انه لم يكن السبب الحقيقي لتأخر العروس لأن الملكة تسال – في نهاية رسالتها - عن حقيقة الإشاعة التي تدور في القصور الملكية عن أن رمسيس بعد أن تزوج من أميرة الميتانية (حفيدة الأكراد في شمال العراق) رفض السماح لعائلتها بزيارة مصر لرؤية ابنتهم . علي كل حال انتهت المشكلة طبقا لنص اللوحة وأرسل الملك رمسيس هدية ليطيب خاطر عروسه وهي عبارة عن زيوت عطرية اشتهرت مصر بصناعتها . أرسل الملك وفدا مصري عالي المستوي برئاسة أحد رجاله وهو "حووي" ليكون في استقبال العروس علي الحدود بين مصر والدولة الحيثية (كانت الحدود في جنوب سوريا ). والمعروف أن حووي رقي بسبب هذه البعثة محافظا للنوبة . وكانت الأميرة التركية تسير في موكب كبير تتقدمها الهدية "المهر" والتي كانت عبارة عن مئات من رؤوس الماشية بأنواعها ويرافقها وفد عالي المستوي ولكن ظروف الجو لم تكن متوافقة فالثلوج والمطر في الشتاء في مرتفعات سوريا وجبال لبنان كانت قاسية ولما علم الملك بذلك دعا ربه ست رب العواصف والمطر-في مقصورة يخص الإله في قصره بقنطير بالشرقية- بأن يكون رحيما بعروسه, واستجاب الإله لدعوته ووصلت العروس بسلام و أقيم حفل زواج كبير . في النهاية انضمت زوجة أخري إلى باقي الزوجات بل كان مصيرها -وهو ما كانت تخشاه أمها- هو النفي إلى منتجع "مي-ور" بالفيوم (مدينة غراب) .

No comments:

Post a Comment

 

Sample text

Sample Text